يشير Reuchlin الي عدم وجود نظرية عامة تساعد على تقديم تصنيف وحيد وواضح لمجموع الطرق و التقنيات التربوية و التعليمية، و يقترح الأسس التالية :
طرائق حديثة مقابل طرائق تقليدية.
الأسس السيكولوجية و الفلسفية المعتمدة مثلا كطريقة ديكولي Decroly تعتمد أساسا على نظرية الجشطالت في الإدراك، طريقة مونتيسوري Montessori التي لا يمكن فهمها إلا بالرجوع إلى السيكولوجيا الحسية لكونداك؛ طرائق سكينر (التعلم الإجرائي ،التعليم المبرمج) وهي كنتيجة لنظرية التعلم بالمثير والإستجابة؛ طرائق Makarenko (العمل بالمجموعات) وهي نتيجة لمواقفه الماركسية؛ الطرائق الحديثة التي ترتكز على الإبستيمولوجيا التكوينية (Piaget ،Wallon)؛ الطرائق التقليدية التي تعتمد على الإلقاء...
* حسب موقف المربي: الطرائق الإلقائية أو الخطابية ،الطريقة اللاتوجيهية، وحسب دراسات كل من Lewin و white و Hippit، نجد طريقة المدرس المتسلط أو المدرس الديمقراطي أو المدرس الفوضوي (اللاتوجيهي).
* نوع العمل الذي يقوم به المتعلم: الطرائق الجماعية، الطرائق الفردانية أو التفريدية، كما في التعليم المفردن أو في طريقة دالتون.
* أشكال الإلقاء، إضافة إلى الوسائل المستعملة، التي قد تكون كلمة أو جسم ملموس أو صورة، كما أن المسؤول عن الإيصال قد يكون إنسانا أو آلة، كالحاسوب...
* نوع العمل الذي يطالب التلميذ إنجازه: مثلا، الطرائق التقليدية تطالب التلميذ بالتكرار و الحفظ الآلي، بينما الطرائق الحديتة تدفعه إلى طرح الأسئلة و حل المشكلات و الاكتشاف و الإبداع و الإختراع (Reuchlin.M,1974)
وبصفة عامة، يمكن تصنيف الطرائق إلى مستووين أساسيين: هناك، من جهة، الطرائق التقليدية، التي صنفها Not ضمن ما أسماه بطرائق البناء الخارجي، وهي تعتمد أساسا على تلقين موضوع المعرفة، ومن جهة أخرى، هناك طرائق البناء الذاتي أو الطرائق الفعالة Les méthode actifs.
ويمكننا أن نتعرف بتدقيق أكثر على أهم خصائص الطرائق الرائجة في الأدبيات التربوية، المتمثلة في الطرائق التقليدية والطرائق الحديثة والطرائق النشيطة أو الفعالة ،في الآتي: القاسم المشترك بين الطرائق التقليدية كونها قديمة ومتمحورة حول تبليغ المعارف وسلطة المدرس . ومبادؤها الأساسية تقوم على التبسيط والتحليل والتدرج من البسيط والجزئي إلى المركب والكلي من
خلال تفريغ المادة وتجزيئها، وتمتاز بالطابع الصوري، حيث تعتمد على التسلسل المنطقي والتصنيف، الاعتماد على الحفظ في التعلم وعلى التذكر عند التقويم، الاعتماد على السلطة والعقاب، والمنافسة للحصول على الجزاء، التركيز على الحدس أي الاعتماد على أشياء مجسمة لإثارة الملاحظة والإدراك الحسي: كما أنها تنطلق من سيكولوجيا الملكات، التي قوامها تنمية الملكات
العقلية .
أما الطرائق الحديثة فتتمحور بصفة عامة حول نشاط الطفل وتعلمه الذاتي، ومن أهم مبادئها: تكييف المدرسة حسب حاجيات الطفل، واعتبار نمو الطفل ونضجه وتكييف التعليم حسب كفاءات وقدرات المتعلم، الانطلاق من حوافز المتعلم واهتماماته، تعلم الطفل عن طريق الملاحظة والتفكير والتجريد والنشاط الذاتي، وتعتمد أيضا على تنشئة الطفل انطلاقا من حياته الاجتماعية .أما
الطرائق النشطة أو الفعالة (وهي بالطبع جزء من الطرائق الحديثة)فهي تتمحور حول نشاط المتعلم والفعل الذي يتعلم من خلاله المعارف ويكتشفها، حيث يصبح مشاركا بنفسه في بناء المعارف مستعملا مبادرته الإبداعية، بدلا من تلقي المعارف (من الخرج جاهزة) حيث تعتمد على المبادرة الشخصية والإبداعية والاكتشاف... فالنشيط يعتبر جماعة القسم جماعة منتجة ومتعاونة، غير أن
هذا الإنتاج هو إنتاج شخصي وفردي والمعايير التي تستند إليها هذه الطرق هي: النشاط والحرية، وحق المبادرة والتربية الذاتية التي تعتمد على النشاط والقرار الشخصي والاستقلالية . ومن مؤسسي الطرق الفعالة نجد كل من Pestalogie و Dewy و Decroly و Ferrière ... وهي بصفة عامة تقوم على المبادئ التالية: تسعى إلى تكوين أطر متعودة على اقتراح أشكال
جديدة من العمل وميالة إلى التجديد، وتجعل التلميذ صانعا لمعرفته من خلال مشاركته، وتجعل القسم كمجتمع صغير قادر على تسيير نفسه بنفسه وفق قوانينه ومعاييره الخاصة والعيش بشكل تعاوني، وتدفع إلى تعلم التعليم، وذلك بجعل التلميذ يستشعر إلى معرفة العالم الذي يحيط به. إن كل طريقة تربوية تؤطرها مرجعيات إيديولوجية معينة، لنرى ما هي الخلفيات الإيديولوجية والفكرية للطرائق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق