Powered By Blogger

الجمعة، 5 يوليو 2019

مراحل النمو الاجتماعي

يعرف سيلامي sillamy الوسط الاجتماعي بأنه الحيز الذي تحدث فيه الثأثيرات الطبيعية والسوسو ـ اقتصادية والتربوية، وما يترتب عنها من تفاعلات سيكو ـ وجدانية بين الأفراد. ويقسم الدارسون السيرورة التكوينية للأنا الاجتماعي عموما، إلى ثلاث مراحل كبرى:

المرحلة الأولى: مرحلة الطفولة الأولى وتنقسم إلى طورين :الطور الأول، ويمتد من الولادة إلى السنة الثالثة ويسمى أيضا طور اللاتمايز، وذلك لعدم تمييز الطفل ذاته وجسمه عن المحيط الخارجي، وينحصر شعور الطفل هنا في الاحساسات الحشوية والسطحيةالتي تستثيرها المثيرات الموضوعية الخارجية، وأهم الاستجابات الانفعالية للطفل الرضيع خلال هذا الطور تنحصر في البكاء والصراخ كتعبير عن طلب الغذاء أو الراحة الجسمية، أو في بعض أشكال التعابير الوجهية، كالانتباه، الابتسام...وخلال السنة الثانية من هذا الطور، تبدأ الأنا الطفلي في التشكل النفسي، حيث تتسع دائرة التفاعل الاجتماعي لدى الطفل (الأسرة الأخوة...) ،أما الطور الثاني من هذه المرحلة وهو الطور بناء الأنا الاجتماعي فيبدأ من السنة الثالثة ويمتد إلى حوالي السنة السادسة، إذ في هذا الطور يعيش الطفل العلاقات الاجتماعية بشكل اختباري عملي ومباشر وهو يحيا حياته الاجتماعية بدون أن يفكر فيها، ولهذا سيكون سلوكه الاجتماعي عبارة عن حالات تكيف خارجية لحظية ومؤقتة، محدودة بالزمان والمكان والموقف أو الوضعية. .ومن أهم المؤثرات التي تساهم هنا، في تكوين ردود الفعل الاجتماعي لدى الطفل نجد: المحاكاة أو لعبة التقمص، حيث يتجه الطفل نحو تقليد وتمثيل أدوار الراشدين، ومن بين عوامل تكون الأنا الاجتماعي للطفل، خلال هذا الطورنجد اللغة، إذ أنها الأداة التي تمكن الطفل من تمثل وإدراك مواقع وأسس ورموز التواصل البينـفردي، فمن خلال أشكال التواصل اللغوي مع الطفل،. يتجه إلى بناء لحظة الانفصال بين نفسه وبين الآخر من جهة، وبين كلا هذين البعدين والواقع من جهة أخرى. إن طفل السنة الخامسة والسادسة يؤسس إدراكه الاجتماعي الأول لذاته وموقعها، وللآخرو مواقعه المحتملة، وللواقع وتجلياته وتمظهراته.

المرحلة الثانية: وتمتد من حوالي السنة السابعة إلى بداية المراهقة، حيث طفل السابعة أو الثامنة ليس لديه إلا تصور مشوش عن القيم العلائقية والمجتمعية، وعن السلوكات والمواقف. ويصبح طفل هذه المرحلة، فعلا أكثر قدرة على ضبط المواقع الاجتماعية والأدوار والسمات السطحية للشخصيات، كما أنه يتمكن من ضبط الإيجابي والسلبي من السلوكات ولكن بدون تحليل منطقي أو تحليل قيمي أخلاقي، إنه مقترن ومرتبط تمثليا بنتائج الفعل وليس بعلل وأسباب الفعل. كما أن الطفل في هذه المرحلة يحكم على المشخص ولايقدر على بناء أو استنباط المجرد كقيمة تحكم الفعل الاجتماعي. وحوالي سن التاسعة، يبدأ الطفل في عقلنية علاقاته المؤسساتية وضبط حدود سلوكاته تبعا لقيم الأمر والنهي والعقاب، ويصبح أكثر قدرة على تفضيل القيمة تبعا لمبدأ المعايرة، الذي يؤهله لوعي رمزية أدواره في البيت والمدرسة، ووعي بعض سمات شخصيته، كالجنس والسن في علاقتهما بطقوس وضوابط مجتمع الراشد. وحوالي سن العاشرة أو الحادية عشر يصل الطفل إلى مستوى الضبط والسببية الواقعية والقيمية لبعض السلوكات والمواقف، حسب ما ينبغي أن يكون وليس حسب ما هو كائن.

المرحلة الثالثة: وتمتد من السنة الثانية عشر إلى نهاية المراهقة، حيث يعيش الطفل أزمة المراهقة كنتيجة للتغيرات الفزيولوجية النمائية(والوجدانية) لجسد المراهق، وما تحدثه من تأثيرات على إدراكه لذاته وللمحيط الاجتماعي والموضوعي حوله، فأزمة المراهقة، حسب فالون Wallon، ترجع إلى تطور عاملين: عامل بيولوجي مرتبط بالنضج الجنسي والجسدي عامة، وعامل إجتماعي يتكون من المواقف التي يفرزها النضج البيولوجي والفزيولوجي على المستوى الاجتماعي عموما والعلائقي خاصة. وفي هذه المرحلة يصبح الطفل كذلك قادرا على تمثل قضايا النسق القيمي المجتمعي على أساس نفي التصور الاعتباطي للموقف أو العلاقة مع الآخروبناء مرجعية تفسيرية أكثر وضوحا ومنطقا على مستوى استقلالية التبرير والتحليل. وفي الأخير، وكما يرى كولبيوج Kohhberg. نجد أن المراهق يتجه اجتماعيا خلال هذه المرحلة نحو بناء مفهوم الواجب والقيم بربطها بالبعد المؤسسي أو الكوني.

بعدما رأينا أهم الخصائص النمائية المعرفية والوجدانية والاجتماعية لشخصية الطفل، والتي تعد معرفتها ضرورية في أي فعل تربوي أو تعلمي، سنحاول في المحور التالي، معرفة مفهوم الشخصية وأنماط المعارف التي من الممكن أن يتعلمها الطفل خاصة والفرد الإنساني عامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق